Thursday, 27 February 2014

Ingazy

Ingazy

02-27-2014 07:19 AM
كمال كرار

أمسك السبحة باليمين وتناول الرشوة بالشمال . إذن أنت إنقاذي

أسرق المال العام دون تأخير وقل جزاك الله خير ، إذن أنت إنقاذي

قف في المؤتمرات وأمام المايكرفونات واعلن عن النفرة الزراعية ، ثم أنفي المزارعين إلي جبل موية فأنت بالطبع إنقاذي

استجلب الجنجويد من السافل والصعيد ، وسميهم قوات التدخل السريع ، لتقتل ناس المرابيع فأنت إذن إنقاذي مية في المية

حطم القطاع العام ، وقل دخلوها وصقيرها حام فأنت إذن إنقاذي

اطرد ناس أمري والمناصير ، ثم أشرب مع أمبيكي شاي العصير ، فأنت إنقاذي ماركة مسجلة

راقب الصحافة وامسح جنينة الحيوانات واقتل الزرافة ، واستورد النبق والجوافة فأنت إذن إنقاذي

ألهف العطاءات ، وجفف المستشفيات ، ولا تدقق في كشف الأموات فأنت إذن إنقاذي

تجول مع المستثمرين المزعومين ، وبيع الأراضي للصينيين ، واقبض العمولة من الطرفين فأنت إذن إنقاذي

ادخل الانتخابات المضروبة وقل أنا سليل زوبة اللهلوبة فأنت إذن إنقاذي من بيت الكلاوي

وقع الإتفاقيات مع أحزاب التوالي ، وقل لهم إنتو دايماً علي بالي ، ثم أرسل الكشة لبائعات التسالي ، واسجن ناس الطبالي فأنت إنقاذي حتي النخاع .

خلي التعليم بالقروش ، وخصص الأموال للجيوش ، وعين مستشارك لاطش بن ملطوش فأنت إنقاذي بن إنقاذي

اضرب المظاهرات بالنار ، واقتل الصغار والكبار ، وانكر الحقائق والأخبار ، فأنت إنقاذي بن ستين إنقاذي

زيد أسعار البنزين ، وودي القروش للتماسيح والثعابين ، وقول للناس ما تاكلو طين ، فأنت إنقاذي علي السكين .

انبطح للبنك الدولي ، والهف قروش مشروع التروللي ، وانسي موضوع النعجة دوللي فأنت قطع شك إنقاذي

أجلب الفقر للكادحين ، وارسل العسكر للنازحين ، وسبح بحمد القطريين ، وقل لمرسي إنت فين فأنت إنقاذي دون أدني ريبة

بيع المدينة الرياضية ، وقل أنا رئيس الحرامية ، والحس كوعك عند المغربية فأنت إنقاذي لا يشق له غبار .

قل أنا صاحب الحوار ، والحريات دونها الأسوار ، واقبض علي المعارضين ليلاً ونهار ، فأنت إنقاذي من العشرة الكبار

حطم السكة حديد ، وقل هل من مزيد فأنت إنقاذي تمام التمام ، وتابع مسيرك بلا نقطة نظام

جنب الكثير من الأموال ، وقل المال الخبيث من أطيب الحلال ، ولا تقرن الأقوال بالأفعال فأنت إنقاذي دونما جدال .

سبح بحمد الأمريكان ، وصلي علي أحبابهم الأسبان ، ولا تنسي بخور التيمان فأنت إنقاذي باطمئنان .

صدر العجول والنعاج ، ومن قروش الدولة تبقي حاج ، وعلق لافتة تقول ممنوع الإزعاج ، وتأكد أن مصيرك مثل أبو عاج

حين ترمي الحجر وبيتك من زجاج .


الميدان

الإنفصال القادم


الإنفصال القادم
02-27-2014 09:31 AM
سيف الدولة حمدناالله

ليس هناك ما تأسف عليه المعارضة من خسارة حزب الأمة والمؤتمر الشعبي - وقبلهما الحزب الإتحادي - الذين بدأوا في معانقة النظام بالمفتشر بعد أن كانوا يفعلون ذلك في حياء ومن وراء ستار، فكلاهما كان يقف مع المعارضة على أمشاطه وبرِجِل واحدة، فقد إستفاد النظام من معارضة تلك الأحزاب بأكثر مما كسبت المعارضة، ويمكن وصف الأسباب التي ذُكرت في تبرير تحالف هذه الأحزاب مع النظام بأنها نوع من الفهلوة، أنظر - مثلاً -إلى مقدار "الحبرتجية" التي وردت في بيان الحزب الإتحادي الديمقراطي (الأصل) الذي نُشر بالصحف المختلفة يوم السبت 21 فبراير 2014. إذ جاء فيه - بالنص - ما يلي:

" بعد أن ثاب النظام إلى رشده بإقراره دستور تعددي يعترف فيه بالأحزاب التي حظرهاالإنقلاب، و ينص صراحة على الحريات العامة و حقوق الإنسان وعلي الفصل بين السلطات وإستقلال القضاء، و غير ذلك من مكتسبات كانت ثمرة للمقاومة التي قادها الحزب الإتحادي الديمقراطي ضدالخط الأحادي للنظام، فقد كان لزاماً على الحزب أن يواكب التغييرات الكبيرة و الإنتقالإلى مرحلة نضال أخرى تتناسب والمرحلة الجديدة بما يعين على إكمال التحولالديمقراطي وذلك بقبول مبادرة المؤتمر الوطني ....الخ". (فاكهة هذا البيان أن جعل تحقيق هذه "الإنجازات" ثمرة لنضال الحزب).

الحقيقة الصاعقة والتي لم تتحسب لها هذه الأحزاب، أنه من شأن هذا الإتفاق أن يصب الماء على بذرة الإنفصال للمناطق التي تجري فيها الحرب (دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق) ويبقى تحقيق ذلك مسألة وقت لا أكثر، ذلك أن مثل هذا التوافق الذي تم بين هذه الأحزاب - في الوقت والظروف والكيفية التي تم بها - لا يمكن أن يفهمه أهالي تلك المناطق سوى أنه تحالف "أولاد البحر" في مواجهة الجبهة الثورية، أنظر - مثلاً - إلى ما قال به إبراهيم السنوسي نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي فور إعلان إتفاق حزبه مع النظام (موقع الشروق 24 فبراير 2014) قال السنوسي: (نحن نطالب الحكومة بأن تقوم بحسم الجبهة الثورية في الميدان وأن الشعب سوف يقف معها).


الحقيقة التي لا تنكرها هذه الأحزاب أنه ليس هناك ما يجمع بينها سوى موقفها العدائي والمعلن للجبهة الثورية، وهي لا تريد أن تفهم - مثلها في ذلك مثل النظام – أن أبناء تلك المناطق ينظرون إلى مقاتلي الجبهة الثورية كأبطال يخوضون الحرب ويقدمون أرواحهم من أجلهم، وعند هؤلاء الأهالي، ظفر واحد من هؤلاء المقاتلين برقبة أكبر كبير في نظام الخرطوم، والأهالي في تلك المناطق يحمّلون النظام - لا الجبهة الثورية - مسئولية المآسي التي يعيشونها نتيجة الحرب، فهي التي تقصفهم بالطائرات والصواريخ والمدافع وهي التي تحرق قراهم ومزارعهم، وهذه حقائق يشهد بها الواقع ونقلتها الصور الفوتوغرافية والمقاطع المصورة. (كشفت منظمة"عاين" الحقوقية في تقرير نُشر هذا الإسبوع أن سلاح الجو السوداني قام منذ أبريل 2012 بإلقاء عدد (1512) قنبلة على مناطق سكنية بجنوب كردفان وحدها).

وما يزيد من تعقيد المشكلة، أن أهالي تلك المناطق يحسبون ما جرى على الشعب لا الأحزاب وحدها، فقد سرقت هذه الأحزاب إسم الشعب فهي - سواء بالحق أو بالباطل - تمثل غالب أهل السودان، وليس لهذه الأحزاب أي تاريخ مُشرّف طوال سنوات الحرب يغفر لها هذه الخطيئة أو يدعو أهالي تلك المناطق لأن يجدوا لها عذراً لهذه الفعلة، فقد وقفت هذه الأحزاب تتفرج على أهالي تلك المناطق وهم يقاسون ويلات الحرب لكل هذه السنوات دون أن تدعوا جماهيرها لتنظيم مسيرة سلمية تطالب بوقف الحرب وعتق رقاب أولئك المساكين، مسيرة إيه، هؤلاء لم يكلفوا خاطرهم حتى بإصدار مناشدة أو بيان بذلك للحكومة، ولم يحدث أن قام أي من هؤلاء المؤتلفين بزيارة الأهالي بالمعسكرات والقرى المنكوبة وهم يختبئون داخل الكهوف وبين شقوق الجبال (حصل هؤلاء الضحايا على عطف ومواساة كثير من الأجانب الذين يتناوبون على زيارتهم بمناطقهم)، في الوقت الذي خرجت فيه - خلال هذه السنوات - عشرات المسيرات الشعبية التي تساند حقوق شعوب أخرى في سوريا وفلسطين ومصر ..الخ (كم عدد المسيرات التي خرجت بدعوة من نقابة المحامين وحدها لمناصرة قضايا الشعوب العربية!!).

من واجب الشعب أن ينقذ وطنه من أيدي هؤلاء العابثين، فليس من المقبول أن نقف نتفرج على وطننا وهو يتسرب من بين أيدينا دون أن نفعل شيئ، أي شيئ، فمثل الحال الذي نعيش فيه اليوم يُشبه - كما سبق لنا القول - حال طائرة يوشك خاطفوها على نسفها، بينما ركابها يطالعون الصحف وهم في انتظار تقديم وجبة الطعام، فقد حان الوقت لكي نهجم على الخاطفين مهما كانت النتيجة وكان الثمن، فلم يعد هناك ما نخسره فالكارثة قادمة قادمة إذا لم نتحرك.

يجب على الشعب (أفراد ومنظمات مجتمع مدني وجماهير الأحزاب) أن يرفع صوته ويتبرأ من هذا الذي يجري بإسمه بواسطة هؤلاء الأرزقية (بحسب ما ورد في الأخبار فإن من نفحات هذا الإتفاق عودة الدكتور علي الحاج في منصب نائب رئيس جمهورية).

لا بد أن يكون الكثيرين قد إستشعروا الفراغ الذي تسبب فيه غياب الحزب الذي نادينا بتأسيسه ليضم كل القوى التي تجلس اليوم على الرصيف والتي يتم تعريفها عن طريق الاستبعاد من الانتماء للاحزاب الاخرى (By elimination)، في الوقت الذي ينطلق فيه حزب غازي صلاح الدين كالصاروخ، ولتكن هذه مناسبة نعيد فيها الدعوة للناشطين من الشباب (بالداخل) ليقوموا بعمل ما عجز عنه آبائهم بتأسيس هذا الحزب الحلم ليكون حزب "المستقبل" المشرق الذي نتطلع له لبناء الوطن الذي نحلم به إن لم يكن لنا فلأجيالنا القادمة.

سيف الدولة حمدناالله
Saifuldawlah@hotmail.com